أدوات التحليل الفني في الفوركس
يقوم التحليل الفني على دراسة الحركة التاريخية للأسعار في السوق، وذلك من خلال الرسوم البيانية في الفوركس لهذه الحركة التاريخية، ولابد لفهم هذه الرسوم من معرفة أدوات التحليل الفني الأساسية في الفوركس.
ذلك أن معرفة هذه الأدوات وفهم طبيعة هذه الأدوات، تسهم في جعل المتداول أكثر قدرة على فهم الرسوم البيانية ومعرفة تحركات الأسعار ومن ثم جعله أكثر قدرة على التوقع الصحيح للحركات المستقبلية لهذه الأسعار.
وعليه سنعمل على تبسيط مفاهيم أدوات التحليل الفني في الفوركس وشرحها ليكون المتداول قادرة على التعرف عليها، ولابد من الإشارة إلى أن المعرفة وحدها لا تكفي إذ لابد من الممارسة لاكتساب الخبرة في مجال التحليل الفني وصولاً إلى عملية التنبؤ.
الدعم والمقاومة كأحد أدوات التحليل الفني:
تعتبر الدعم والمقاومة من أكثر أدوات التحليل الفني تداولاً بين العاملين في سوق الفوركس، حيث تمثل الأساس الذي تقوم عليه باقي أدوات التحليل الفني في سوق الفوركس.
ويمكن القول بأن كل من الدعم والمقاومة تشكل المستويات التي يعكس فيها السعر حركته ليبدأ بحركة معاكسة.
وبالتالي فإن الدعم هو المستوى الذي يبدأ فيه السعر بالتباطؤ في حركته الهبوطية، ليبدأ بحركة صعودية محتملة.
أما المقاومة فهي المستوى الذي يبدأ فيه السعر بالتباطؤ في حركته الصعودية، ليبدأ بحركة هبوطية محتملة.
وبالتالي فإن أدوات التحليل الفني هذه تفيد المتداول في فهم طبيعة الحركة السعرية التي يتم متابعتها وكلما زادت عدد هذه المستويات من الدعم والمقاومة ضمن الرسم البياني كلما أصبح من السهل فهم طبيعة الحركة السعرية والتنبؤ بالحركات المستقبلية.
ولا شك أن الدعم والمقاومة كأدوات التحليل الفني ترتبط بالقمم والقيعان التي تعبر عن أعلى سعر وأدنى سعر في حركة السعر خلال عملية التداول والتي تشير إلى النتيجة لتبادل سيطرة كل من البائعين والمشترين على السوق.
ومن المثير للجدل في الدعم والمقاومة أن لكل متداول طريقته أو فهمه الخاص لقياسهما، فعندما يتحرك السعر تصاعدياً ومن ثم يبدأ بالتراجع فإن أعلى نقطة يصل إليها تمثل نقطة مقاومة، حيث تشير نقطة المقاومة هذه إلى فائض من البائعين في السوق.
وبالعكس عندما يتحرك السعر هبوطياً ومن ثم يبدأ بالصعود وتغيير الاتجاه فإن أدنى نقطة يصل إليها تمثل نقطة دعم، حيث تشير نقطة الدعم إلى فائض من المشترين في السوق.
وهكذا تتشكل الدعم والمقاومة بشكل مستمر مع تحرك السعر لأعلى ولأسفل عبر الزمن، إلا أن فهم الدعم والمقاومة كإحدى أدوات التحليل الفني في الفوركس بهذه الطريقة يعتبر قاصراً إلى حد ما، ذلك أن مستويات الدعم والمقاومة ليست أرقام دقيقة، ففي كثير من الأحيان يتم كسر الدعم والمقاومة، لكن ذلك يكون مجرد اختبار من قبل السوق للسعر.
وبالتالي في حال اعتقدت أنه تم كسر الدعم أو المقاومة بمعنى أن السعر ارتفع أو انخفض عن تلك النقطة وكان هذا مجرد اختبار من قبل السوق وليس اختراق، فإنك إذا اتخذت قرارك بالبيع أو الشراء في تلك اللحظة ستتعرض للخسارة.
وبالتالي يتوجب على المتداول التفكير في الدعم والمقاومة كأدوات التحليل الفني على أنها مناطق وليست أرقام دقيقة، وإحدى الطرق المستخدمة للمساعدة في العثور على هذه المناطق هي رسم الدعم والمقاومة على مخطط خطي.
ومن المفيد أن نذكر دائماً، بأنه عندما يمر السعر عبر المقاومة، فمن المحتمل أن تصبح هذه المقاومة دعماً، أنه كلما كان السعر في كثير من الأحيان يختبر مستوى المقاومة أو الدعم دون كسره، كلما كانت منطقة المقاومة أو الدعم أقوى.
ومن قواعد التداول المعتمدة على أدوات التحليل الفني (الدعم والمقاومة)، الشراء عندما ينخفض السعر نحو الدعم، والبيع عندما يرتفع السعر باتجاه المقاومة، والشراء عندما يخترق السعر المقاومة، والبيع عندما ينهار السعر من خلال الدعم. للمزيد حول Support and Resistance
خطوط الاتجاه أحد أدوات التحليل الفني في سوق العملات:
وهو إحدى أدوات التحليل الفني في سوق العملات، ويعرف أيضاً بخط الميل ولابد من التعرف على مفهوم هذه الخطوط وطريقة رسمها للاستفادة منها في عملية التحليل الفني.
خط الميل (الصاعد، الهابط، الثابت):
يقصد بميل سعر العملة: الاتجاه العام لحركة السعر، وهو إما أن يكون ميل صاعد (Up word) أي يميل للارتفاع أو هابط (Down word) أي يميل للانخفاض أو ثابت (Side line) أي يكون السعر قريب من أن يكون موحد خلال المدى الزمني المختار.
ويعد معرفة ميل السعر من أهم أدوات التحليل الفني التي يسعى المتداول إلى معرفتها في سوق الفوركس، حيث نتذكر القواعد الأساسية أو الفروض الأساسية في التحليل الفني هو أن الأسعار تتحرك بميول، بمعنى أنها تتغير باستمرار بالارتفاع أو الانخفاض إلا أنها تتحرك بالمجمل باتجاه معين إما صعوداً أو هبوطاً.
ويتم تحديد ميل السعر من خلال رسم خط الميل، حيث يعتبر من أكثر أدوات التحليل الفني المستخدمة لدى المتداولين وأكثرها دقة في حال رسمها بشكل صحيح، ولكن للأسف معظم المتداولين في سوق الفوركس إما يرسمونها بشكل خاطئ أو يعملون على جعل الخط مناسباً للسوق وليس العكس.
رسم خط الميل الصاعد:
يتوجب أولاً أن نختار نقطتين من الرسم البياني تمثل قاعين أو أقل سعر ومن ثم رسم خط يصل بين النقطتين بشرط ألا يكون السعر بأي لحظة يصل إلى قاع يقطع فيه الخط كما في الشكل التالي:
وقد تم اختيار هاتين النقطتان اللتان تمثلان أقل سعر على خط الميل الصاعد.
وبالتالي يظل الافتراض بأن سعر العملة في تصاعد إلى أن يتم كسر خط الميل (Braking trend line)، حيث يمكن بعدها أن تعكس العملة حركتها وتتحول للانخفاض.
كما في الشكل التالي:
حيث نلاحظ أن سعر العملة كسر خط الميل عند الدائرة باللون الأحمر في الشكل.
وبناءً على ذلك عند رسم خط ميل صاعد لعملة مباشرة، فإن اقتراب السعر من الخط يشير إلى احتمال كبير بعودة ارتفاعه مرة أخرى ذلك أن الاتجاه العام للسعر صاعد، وبالتالي يمكننا شراء العملة عند هذه النقطة.
أما في حالة العملات غير المباشرة فإن اقتراب السعر من خط الميل الصاعد يعطي الإشارة إلى عودة ارتفاع الدولار مقابل هذه العملات ما يعني فرصة بيعها عند هذه النقطة لأن الأسعار ستعاود الارتفاع وعندها يمكن إعادة شراءها وتحقيق ربح، ومن هنا تبدو أهمية خطوط الاتجاه كأحد أدوات التحليل الفني في عملية التنبؤ بالأسعار المستقبلية.
رسم خط الميل الهابط:
يتشابه الأمر عند رسم خط الميل الهابط في الاتجاه الهابط للأسعار مع رسم خط الميل الصاعد، حيث نقوم بتحديد قمتين أو أعلى سعرين بين نقطتين ونقوم برسم خط بين هاتيني القمتين، بشرط ألا يكون هناك أي سعر أعلى من الخط المرسوم بين تلك النقطتين كما في الشكل التالي:
وبالتالي فإن اقتراب سعر العملة من خط الميل يعني اقتراب موعد انخفاض السعر، وبالتالي يمكن بيعها عند هذه النقطة وبعد عودة انخفاض السعر نعاود شراءها ونحقق ربح بالنسبة للعملات المباشرة، والعكس بالنسبة للعملات غير المباشرة.
ولابد من الإشارة أخيراً أن مثل هذا التحليل قد يختلف مع اختلاف المدى الزمني الذي تم اختياره، فقد يكون اتجاه السعر صاعد في المدى ساعة في حين أنه غير ذلك عند اختيار المدى يوم وبالتالي فهناك ميل قصير ومتوسط وطويل المدى.
قنوات الاتجاه كأحد أدوات التحليل الفني في الفوركس:
هي أداة من أدوات التحيل الفني في سوق الفوركس وغيرها من أسواق الأدوات المالية، والتي تساعد في تحديد قرارات الشراء والبيع.
وتستند طريقة انشاء قنوات الاتجاه على خطوط الميل الصاعدة والهابطة، حيث نقوم برسم الخطوط المتوازية من خطوط الميل الصاعدة والهابط، من خلال رسم هذه الخطوط بين أقرب قمم أو قيعان، بحيث يتولد من هذه الخطوط قنوات تشير إلى اتجاه السعر للعملة التي نقوم بمتابعتها، كما في الشكل التالي:
وبالتالي عند وصول السعر إلى خط الميل الصاعد ضمن قناة الاتجاه فهذا مؤشر أن السعر سيرتفع، وبالتالي يمكن اتخاذ قرار بالشراء عند هذه اللحظة.
وبالمقابل عند وصول السعر إلى خط الميل الهابط ضمن قناة الاتجاه، فإن ذلك مؤشر على أن السعر سينخفض، ما يعني إمكانية اتخاذ قرار البيع عند هذه النقطة.
أنماط قنوات الاتجاه:
لقنوات الاتجاه التي تم إنشاءها ثلاث أنماط ضمن الرسوم البيانية لحركة سعر عملة ما وهي كالآتي:
القناة الصاعدة: وهي تلك القناة التي تتميز بتحرك كل من أسعار القمم والقيعان باتجاه صعودي، بمعنى أن نقطة القمة اللاحقة أعلى من القمة السابقة، وكذلك القاع اللاحق أعلى من القاع السابق، كما هو موضح في الشكل السابق.
القناة الهابطة: وهي عكس القناة الصاعدة، حيث تتميز بتحرك أسعار القمم والقيعان بشكل هبوطي، كما هو موضح في الشكل السابق.
القناة الأفقية: وهي القناة التي تتراوح فيها حركة أسعار القمم والقيعان بين صاعد وهابط بحيث أن القناة تأخذ شكل خطين متوازيين أفقيين، كما هو موضح في الشكل.
ولذلك نجد من يطلق مصطلح القناة المتسلقة (ascending channel) على القناة الصاعدة، ومصطلح القناة المنحدرة (descending channel) على القناة الهابطة.
وبشكل عام نستطيع القول إن المنطقة السفلية من القناة الصاعدة منطقة شراء، ذلك أن الاتجاه العام للسعر يشير إلى أن السعر سيترفع، وبالتالي فإن الشراء عند هذه المنطقة سيعني تحقيق أرباح عند ارتفاع السعر لاحقاً
وتكون المنطقة العليا من القناة الصاعدة منطقة بيع، لأن السعر حسب الاتجاه العام سينخفض.
وبالمقابل تعتبر المنطقة السفلية من القناة الهابطة منطقة بيع، والمنطقة العليا من القناة منطقة شراء.
إن الرسوم والأشكال السابقة للقنوات هي الأشكال العامة، في حين أن الواقع العملي في السوق تظهر عديد الأشكال التي قد لا تكون معروفة في الدراسات النظرية الأمر الذي يحتاج إلى ضرورة الممارسة لاكتساب الخبرة في معرفة هذه الأشكال.
وعليه تعتبر قنوات الاتجاه من أدوات التحليل الفني المفيدة جداً للمتداول في تحيل الرسوم البيانية، هناك أيضًا الكثير من الأنماط التي يعتقد التجار الفنيون أنها يمكن أن تتنبأ بما إذا كان الاتجاه على وشك أن يتشكل أو ينعكس. يمكن أن تشمل هذه المثلثات والأعلام والأوتاد.
وبذلك نكون قد أوجزنا شرح وبيان بعض أدوات التحليل الفني في سوق الفوركس المفيدة في عملية تحليل الرسوم البيانية ودراسة الحركة التاريخية للأسعار، بهدف القدرة على التنبؤ بالأسعار المستقبلية وصولاً إلى القيام بالصفقات بناءً على هذه التصورات لتحقيق الأرباح من عملية التداول بالاستفادة من أدوات التحليل الفني هذه.