الاقتصاد الإسلامي | دليل شامل
الاقتصاد الإسلامي كان موجوداً منذ زمن بعيد و إن كان لا يعتمد على معادلات محسوبة و قواعد مكتوبة. فما هو سبب اعتماده في التعاملات العالمية التي لا تتبع للشريعة الإسلامية في يومنا هذا يا ترى؟.
تظهر المشاكل الاقتصادية بشكل أو بآخر، فترى غنياً لا يرشد بإنفاقه و فقيراً لا يستطيع معالجة مشاكله. و ندرك تماماً أن الرزق على الله و الرازق هو الله قال تعالى: (( وقدر فيها أقواتا )). ولكن بالتأكيد يجب على الإنسان السعي في سبيل الحصول على رزقه، و أن يبتعد بشكل كلي عن التبذير و الإسراف في الإنفاق و هذه أمور حرمتها الشريعة الاسلامية. لأن ذلك يسبب ضياع المال الذي يعد نعمة من نعم الله و عصب الحياة الاقتصادي.
الدليل الشامل للاقتصاد الإسلامي
لمحة عن الاقتصاد الاسلامي
يعتبر الاقتصاد الإسلامي نظام مالي يستقل بنفسه. وُضع وفق ما هدانا الله له و وفقاً للتعاليم الاسلامية. و يتميز عن باقي الانظمة الاقتصادية، باعتباره نظام حياة يطبق بشكل يومي في معاملات الحياة بكل أشكالها. وليس نظام يعتمد على قواعد و مبادئ مكتوبة و مدونة لا يتم تطبيقها.
في مقالنا هذا سنتعرف على الاقتصاد الإسلامي و ماهي نقاط اختلافه عن الاقتصاد التقليدي، و ماذا قدم من ميزات للمتعاملين به. هذا ما سنلقي عليه الضوء في هذا المقال.
تعريف الاقتصاد الاسلامي
الاقتصاد يعرَّف باللغة على أنه: من القصد، أي الأمر الوسط، بما معناه التوسط في الإنقاف.
الاقتصاد في العموم يعتبر واحداً من العلوم الاجتماعية التي تقوم بدراسة الطرق التي يستخدمها الانسان في جمع المال وكيفية إدراته. إضافة الى دراسة سلوكياتهم الاستهلاكية المتبعة من أجل حصول على ما يرغبون من سلع وخدمات يحتاجونها في حياتهم اليومية.
الاقتصاد الإسلامي يعرَّف بأنه: مجموعة القواعد التي تبحث في طريقة إدارة المال و استغلال الثروات و الموارد الاقتصادية التي تتصف بالندرة. ذلك للقيام بإنتاج كل السلع و الخدمات التي يحتاجها الانسان التي تتصف بالتنوع و الوفرة. وذلك وفق القيم و الشعائر الاسلامية و وفق ما يناسب المجتمع.
و بتعريفه هذا نرى أنه لا يختلف مع المفهومات الاقتصادية الأخرى الحديثة، التي تعتبر إشباع الحاجات الانسانية من أول ركائزها.
بل ويزيد عنها بانه يهتم بالجانب الإنساني الذي يراعي أهمية القيم في توفير حياة كريمة، وينمي خصائص الانسان، إضافة إلى الحصول على الثواب من الله تعالى في الآخرة.
اقرأ أيضا: دراسة الجدوى الاقتصادية
خصائص الاقتصاد الإسلامي
خصائص الاقتصاد الاسلامي ترتكز على كونها ذات اتجاه منفرد و متميز بذاته تتمتع به دوناً عن الانظمة الاقتصادية الأخرى، كالأنظمة الاقتصادية الرأسمالية والأشتراكية. ومن أبرز ما يتمتع به الاقتصاد الاسلامي من خصائص هي :
- اعتماده في حل وفصل القضايا الاقتصادية على المصدر الالهي و يقسم هذا المصدر إلى أربع من المراجع التي نعتمد عليها وهي : القرآن الكريم، السنة النبوية، الإجماع، والقياس.
- الهدف الأساسي هو الحصول على رضا الله سبحانه و تعالى.
- يعتبر المسلم نفسه خاضعاً لنوعين من الرقابة: رقابته الذاتية على نفسه بالاضافة إلى الرقابة البشرية.
- تحقق توازناً بين الجانب المادي و الجانب الروحي.
- السعي للموازنة بين مصلحة الفرد و مصلحة المجتمع.
- الاقتصاد الإسلامي هو نظام مالي مستنبط من الواقع بأحكامه و منهجه و أيضاً في مبادئه.
- يقوم بالجمع بين المرونة في التعامل و الثبات و مواكبة التطورات.
أهداف الاقتصاد الاسلامي
يعتبر الهدف الأساسي للاقتصاد الإسلامي هو تحقيق التنمية الاقتصادية وعمارة الأرض التي نحن مستخلفون فيها، بهدف تقوية المجتمع و العمل على أن يكون قدوة يحتذى بها. و يكون ذلك من خلال تطبيق ما تقصد إليه الشريعة الإسلامية بالمحافظة على المال و النفس و الدين، فالإنسان مستخلف في الأرض للعمل فيها و إعمارها إضافة لإشباع حاجاته تبعاً لأولوياتها.
احتياجات الفرد
وقد تم ترتيب هذا الاحتياجات إلى مجموعات وهي :
الأشياء و الأساسيات الضرورية الهامة، الحاجيات التي تعتبر متممة للضروريات، الكماليات التي تعتبر سبباً لتجميل حياتنا.
إذا تحقيق الاكتفاء هو هدف رئيسي للاقتصاد الإسلامي و من الأهداف الأخرى
- السعي لتحقيق تكافل اجتماعي بين جميع الأفراد على عكس غيره من الأنظمة التي تركز المال و السلطة في يد فئة محددة من أفراد المجتمع.
- العمل على تقديم المساعدة لمن هم بحاجة لها من الفقراء، فلا فرق بين الأغنياء والفقراء و الأقوياء و الضعفاء، عبر جعل حق شرعي للفقير في أموال الغني. بالتالي تختفي الفجوة بين الطبقات الغنية و الفقيرة.
- تقديم الحماية للاقتصاد العام، عبر حمايته من التغيرات الاقتصادية التي تؤثر بشكل أو بآخر على الاقتصاد العام. ولا ننسى أهمية الاقتصاد الاسلامي بالحد من أثر الأزمات الاقتصادية العالمية على الاقتصاد الداخلي العام للدول.
- تحقيق العدالة بين جميع الأفراد في المجتمعات الإسلامية من خلال إعطاء كل صاحب حق حقه، وفق ما تحدد الأحكام الشرعية الإسلامية. دون أن ينقص مال الناس شيئاً أو يعاني أحد الناس من الظلم بسبب التمييز بين طبقات المجتمع.
- تقديم الحماية لكل أفراد المجتمع بما في ذلك الحماية الاقتصادية. وذلك عبر منع الضرر التي تسببه بعض المعاملات كالاحتكار الذي يكون بوضع المواد في يد جهة واحدة معينة ورفع أسعارها.
في الختام، وبعد أن تعرفنا على مفهوم الاقتصاد الإسلامي و ماهي أبرز خصائصه و أهدافه. من الجدير بالذكر أن الاقتصاد الإسلامي أثبت فعالية و أهمية كبرى في مواجهة الأزمات الاقتصادية الكبرى التي عصفت بالاقتصاد العالمي. و ذلك بسبب ركائزه القوية و اهتمامه بالجانب الأخلاقي للمجتمع.
و يشهد الاقتصاد الإسلامي انتعاشاً كبيراً بعد استقلال الدول الإسلامية عن السيطرة الأجنبية. وهناك احتمال كبير أن يصبح النظام الاقتصادي الاسلامي هو النظام المعتمد عالمياً.
نأمل أن يكون مقالنا قد قدم معلومات مفيدة لك عزيزي القارئ، ونرجو مشاركتكم في التعليقات.