تعتبر الرسوم البيانية للشموع اليابانية من أهم الأدوات الفنية لتحليل الفوركس، وتتمثل بشموع فردية على الرسم البياني تعبر عن حركة السعر.
ويقوم متداولو الفوركس عند دراسة الشموع اليابانية بتحديد نقطة فتح السعر لفترة، ونقطة إغلاق السعر لفترة، فضلاً عن ارتفاعات وانخفاض الأسعار لفترة محددة.
ومن المهم معرفة أجزاء الشمعة اليابانية، للوصول إلى فهم لكيفية قراءة الرسوم البيانية الخاصة بالشموع اليابانية، ومن ثم معرفة نماذج أو تشكيلات هذه الشموع في محاولة لاستقراء الواقع التاريخي لحركة الأسعار وإمكانية التنبؤ بالأسعار المستقبلية انطلاقاً من ذلك.
وسنحاول في هذا المقال بيان مفهوم الشموع اليابانية وأجزاءها وأنواعها ونماذجها المختلفة ضمن الرسوم البيانية في سوق الفوركس.
مفهوم الشموع اليابانية وتاريخها:
يعود تاريخ ظهور الشموع اليابانية إلى القرن الثامن عشر على يد مزارعي الأرز في اليابان، حيث لاحظ أحد اليابانيين ويُدعى هوما أنه بالإضافة إلى علاقة السعر بالعرض والطلب على الأرز، أثرت مشاعر المتداولين على الأسواق بشكل كبير.
لذا فقد بدأ باستخدام الشموع لتمثيل هذه المشاعر بشكل مرئي، بالإضافة لتمثيل تحركات الأسعار بألوان مختلفة باستخدام ما عرف بالشموع، ومن ثم تم نشر أنماط الشموع إلى العالم الغربي بواسطة العالم في الأسواق المالية ستيف نيسون في كتابه الشهير “تقنيات رسم الشموع اليابانية”، والذي صدر عام 1991.
وتمنح الشموع اليابانية إشارات بصرية مهمة، تجعل عملية فهم حركة الأسعار عملية أكثر سهولة، كما أن نماذج هذه الشموع تتيح إمكانية فهم ميل السوق بشكل أفضل خلال فترة محددة، ذلك أن الرسوم البيانية للشموع اليابانية تعد ذات معلومات أكثر عمق من الرسوم البيانية الأخرى الشريطية التقليدية.
مكونات الشموع اليابانية ودلالاتها:
لابد لتعلُّم قراءة الرسوم البيانية للشموع اليابانية من معرفة مكونات الشمعة، حيث توضح هذه الشمعة نقاط أربع من البيانات على الرسم. وهي فتح وإغلاق وقمة وقاع، والتي تشير إلى سعر الفتح وسعر الإغلاق وأعلى سعر وأدنى سعر خلال الفترة الزمنية التي يختارها المتداول.
بمعنى آخر يمكن معرفة فيما إذا كانت الجلسة صعودية أو هبوطية بناءً على هذه النقاط، فعندما يكون سعر الإغلاق أعلى من سعر الفتح، تكون شمعةً صعودية. أما إذا كان سعر الإغلاق أقل من سعر الفتح، فتكون شمعةً هبوطية. في حين يمثل الظل العلوي والسفلي (الذيل والفتيل) للشموع أعلى وأقل سعر خلال الفترة الزمنية المختارة (دقيقة واحدة، 60 دقيقة، يوم….إلخ).
حيث يمثل جسم الشمعة التباين بين سعر الافتتاح وسعر الإغلاق، حيث يكون سميك ويعبر عن حجم التداول خلال الفترة المختارة من قبل المتداول.
أما الذيل أو الفتيل يمثل يخط أعلى وأسفل الجسم ويشير إلى أعلى وأدنى سعر وصل إليه السعر خلال الفترة الزمنية المختارة من المتداول.
في حين أن اللون يشير إلى ما إذا كانت الشمعة صعودية أو هبوطية، حيث تكون بيضاء في حال الصعود وسوداء في حال الهبوط، كما يمكن تخصيص الألوان حسب تفضيلات المتداول مثل خضراء صعودية وحمراء هبوطية.
ويتم قياس طول الشمعة من أعلى مستوى له إلى أدنى مستوى بعدد النقاط بين أعلى وأدنى وصل إليه السعر، حيث يعبر الفرق عن طول جسم الشمعة.
في حين أن طول الفتيل يشير إلى ارتفاع أو انخفاض السعر للشمعة، عند المقارنة أسعار الافتتاح والإغلاق وبالتالي فإن من الأمور الهامة التي يجب أخذها بعين الاعتبار فيما إذا كانت هذه الذيول تظهر بعد اتجاه هبوطي طويل، ذلك أن هذا الشيء يدلل على احتمال أن يستنفد الاتجاه نفسه، وأن الطلب يتزايد أو أن العرض يتضاءل.
أما في حال تشكلها على قمم اجسام الشموع اليابانية، بعد ارتفاع طويل للأسعار، فإن ذلك يدلل على أن الطلب يتضاءل، وأن العرض يزداد. مع الإشارة إلى أنه كلما كان الظل أكبر، كلما كان من المهم تحليله بالنسبة لجسم الشمعة، لأن هذا قد يدل على قوة الانعكاس. للمزيد حول Japanese Candlestick
نماذج الشموع اليابانية في الرسوم البيانية:
هناك عديد النماذج الخاصة بالشموع اليابانية والتي يسمح للمتداول في فهم آلية حركة السعر وإمكانية التنبؤ بالحركات المستقبلية له نذكر أهمها:
شمعة دوجي:
وتعني هذه الشمعة بأنه لا يوجد فرق بين سعر افتتاح الشمعة وسعر إغلاقها، وتأخذ أربع أنماط وهي (شاهد القبر، العادية، اليسعوب، وذات الأرجل الطويلة).
حيث يشير كل من نمط شاهد القبر واليعسوب من شمعة دوجي ضمن الشموع اليابانية إلى أن البائعين أو المشترين سيطروا على السوق خلال معظم فترة التداول، إلا أن الطرف الآخر تمكن من إعادة السعر من جديد إلى سعر الافتتاح قبل الإغلاق. وبالمقابل فإن نمط الشمعة العادية وذات الأرجل الطويلة تعكس التردد الحاصل في السوق.
شمعة المطرقة:
وهي احدى نماذج الشموع اليابانية، تكون ذات جسم صغير مع فتيل أو ذيل طويل أسفل الجسم، وفتيل صغير أو شبه معدوم أعلى الجسم.
وعندما يظهر هذا النوع من الشموع اليابانية في الجزء السفلي من الاتجاه الهابط، فإن الذيل الطويل يشير إلى أنه لم تنجح جهود البائعين في دفع السعر إلى أسفل، وفي مقابل ذلك نجحت جهود المشترين في دفع السعر إلى أعلى بسرعة قبل إغلاق الفترة، وعليه فإن شمعة المطرقة تشير إلى بداية انعكاس الاتجاه الهبوطي نحو الصعود.
شمعة الشهاب:
وهي إحدى نماذج الشموع اليابانية ويكون لها جسم صغير وفتيل طويل فوقه، وكذلك فتيل قصير لشبه معدوم أدناه، وعادة ما تتشكل في ذروة الاتجاه الصعودي.
ويشير فتيلها الطويل إلى مواجهة مقاومة المزيد من الحركة الصعودية، وأن الانعكاس إلى الاتجاه الهبوطي بات قريباً.
الرجل المشنوق:
“وهي إحدى أنماط الشموع اليابانية وتكون متطابقة في الشكل مع المطرقة، حيث أن شمعة المطرقة تحدث في الاتجاهات الهبوطية، في حين أن هذا النوع من الشموع اليابانية يحدث في الاتجاهات الصعودية.
ويكون ذيل الشمعة لأسفل عكس الاتجاه الصعودي، وهو ما يشير إلى احتمال بدء اتجاه هبوطي مكن أن يدفع السعر نحو الأسفل.
شموع الابتلاع:
وعادة ما يكون هذا النمط من الشموع اليابانية إما صعودية أو هبوطية، وهي أنماط عكسية، ففي حين تكون شموع الابتلاع الصعودية في أسفل الاتجاه الهبوطي، تكون شموع الابتلاع الهبوطية في أعلى الاتجاه الصعودي.
حيث تتكون شموع الابتلاع الصعودية من شمعتين تكون الشمعة الأولى محتواة ضمن الشمعة الثانية والتي عادة ما تكون صاعدة، أما شموع الابتلاع الهبوطية فتتكون من شمعتين يتم احتواء الشمعة الأولى داخل جسم الشمعة الثانية والتي عادة ما تكون هابطة.
نجمة المساء:
يمثل هذا النوع من الشموع اليابانية نمط يكون ثلاثي القضبان والذي يشير إلى بداية انعكاس الاتجاه الصاعد إلى الاتجاه الهابط.
حيث يكون سعر الافتتاح عند أو فوق إغلاق الشمعة السابقة، حيث يمثل هذا النمط قمة محتملة، ما يعني إشارة للبيع. وتتكون الشموع الثلاثة في هذا النمط من شمعة صعودية طويلة، وشمعة صعودية أو هبوطية صغيرة أو شمعة دوجي، وأخيراً شمعة سوداء تفتح عند أو تحت النقطة المنخفضة لجسم الشمعة السابقة وتغلق عند أو تحت مركز الشمعة الأولى.
نجمة الصباح:
هي نموذج من نماذج الشموع اليابانية وتكون عكس شمعة نجمة المساء، وتتكون من ثلاث شموع شمعة صغيرة الجسم، تفتح عند إغلاق الشمعة السابقة أو تفتح فجوة أسفلها، الأمر الذي يعطي إشارات بتحول الاتجاه من هبوطي إلى صعودي.
وهذه الشموع تتكون من شمعة هبوطية طويلة، وشمعة صعودية أو هبوطية صغيرة أو شمعة دوجي تفتح عند أو أسفل إغلاق الشمعة السابقة، وأخيراً شمعة بيضاء صاعدة تفتح عند أو فوق النقطة العليا للشمعة السابقة وتغلق عند أو فوق مركز الشمعة الأولى.
سحابة الظلام:
هي إحدى نماذج الشموع اليابانية الانعكاسية، حيث تشير إلى انعكاس هبوطي بعد اتجاه صعودي.
يتكون هذا النموذج من الشموع اليابانية من شمعتين: الأولى صعودية، والثانية هبوطية. حيث تكون الشمعة الثانية فوق أو عند مستوى إغلاق الشمعة الأولى، ولكن بعد ذلك تنخفض وتغلق فوق سعر افتتاح الشمعة الصعودية الأولى في مكان عادة ما يكون 50% من الشمعة الأولى أي الجسم الحقيقي للشمعة الهبوطية.
الجنود الثلاثة البيض:
وهو أحد نماذج الشموع اليابانية والذي يعبر عن نمط صعودي، حيث يتكون من ثلاث شموع ويشير هذا النمط إلى انعكاس محتمل وعادة ما يكون في أسفل الاتجاه الهبوطي.
وهذا النمط يتكون من شموع صاعدة تفتح داخل جسم الشمعة السابقة وتغلق بالقرب من قمة اليوم، وتكون جميعها شموع صعودية، مع ذيول صغيرة وقريبة من القمة.
الغربان الثلاث السود:
وهذا النموذج من نماذج الشموع اليابانية يكون عكس نموذج الجنود الثلاثة، ويشير إلى انعكاس الاتجاه الصعودي، ويتكون عادة في أعلى الاتجاه الصاعد.
حيث يتكون من ثلاث شمعات هبوطية متتالية تفتح داخل جسم الشمعة السابقة وتغلق أسفل إغلاقها. اقرأ أيضاً: الرسوم البيانية في الفوركس- التحليل الفني
التحقق من صحة نماذج الشموع اليابانية:
إن عملية التحقق من صحة نماذج الشموع اليابانية تتطلب من المتداول انتظار الشمعة الأخيرة حتى الاغلاق للتأكد من النمط، ومن ثم تأكيد هذه الشموع مع مستويات الدعم والمقاومة، وأخير دمج نتائج هذا التحليل مع استراتيجية التحليل الفني المتبعة من قبل المتداول.
ويمكن بيان أهم النصائح في هذا المجال كما يلي:
- تعرف على النماذج: قم بدراسة وفهم النماذج المختلفة للشموع اليابانية. تعلم عن أشكالها وتسمياتها ومعانيها المحتملة.
- راقب النماذج على الرسوم البيانية: استخدم برنامج رسم بياني لعرض الأسعار للأدوات المالية التي تهتم بها. قم بمراقبة النماذج المختلفة وتعلم كيفية تمييزها على الرسم البياني.
- تحقق من الشروط: تأكد من أن النمط الموجود يستوفي شروط النمط المعين. يمكن أن تشمل الشروط عناصر مثل حجم الشمعة، والظلال العلوية والسفلية، وموقعها في الاتجاه السابق للسعر.
- قم بالتحقق من الإشارات الإضافية: ابحث عن إشارات إضافية تؤكد صحة النمط. يمكن أن تكون هذه الإشارات تشمل وجود دعم أو مقاومة قوية في نفس المستوى الذي يتواجد به النمط، أو تداخلها مع مؤشر فني آخر مثل المتوسط المتحرك.
- قم بإجراء اختبار للنمط: اختبر النمط على بيانات سابقة للتداول لتحديد كفاءته في التنبؤ بالحركة السعرية. قم بملاحظة كيف تعمل النماذج في سياقات مختلفة وفي فترات زمنية مختلفة.
- استخدم إدارة المخاطر: لا تعتمد بشكل كامل على نماذج الشموع اليابانية في اتخاذ قرارات التداول. استخدم إدارة المخاطر واضبط وقف الخسارة وأهداف الربح بناءً على تحليلات أخرى.
- تعلم وتحسين: قم بتحسين مهاراتك في استخدام نماذج الشموع اليابانية عن طريق التدريب والتجارب. تابع التحليلات والتوصيات من المحترفين في مجال التداول وتعلم من خبراتهم.
تذكر أنه لا يوجد نظام مؤكد ومضمون للتنبؤ بحركة الأسعار، وأن استخدام نماذج الشموع اليابانية يتطلب التدريب والممارسة المستمرة. قم بتحليل النماذج بعناية وضع في اعتبارك العوامل الأخرى المؤثرة على الأسعار قبل اتخاذ قرارات الشراء أو البيع.
وعليه يمكننا أن نستنتج أن الشموع اليابانية تُعتبر أداة قوية وفعالة في تحليل الرسوم البيانية في سوق الأسهم والفوركس. حيث تقدم الشموع اليابانية معلومات شاملة عن تحركات السعر ونماذج التداول التي يمكن أن تساعد المتداولين على اتخاذ قرارات مستنيرة.
توفر الشموع اليابانية العديد من النماذج المختلفة وأن لكل نمط له معنى وإشارة محددة تدل على قوة التوجهات السعرية وتوقعات السوق.
ومع ذلك، يجب أن يتم استخدام الشموع اليابانية كأداة إضافية للتحليل الفني وعدم الاعتماد عليها بشكل حصري. ينبغي أن يتم مراعاة العوامل الأخرى مثل المؤشرات الفنية والأخبار الاقتصادية والأحداث الجيوسياسية.
بالاستفادة من فهم عميق للشموع اليابانية وتطبيقها بشكل صحيح، يمكن للمتداولين تحسين قدرتهم على اتخاذ قرارات تداول أكثر ذكاءً وتحقيق نتائج إيجابية في الأسواق المالية.
إذا كنت مهتمًا بتحليل الرسوم البيانية واستخدام الشموع اليابانية، فإن الممارسة والتعلم المستمرين سيكونان مفتاحًا لتحسين مهاراتك واتقان هذه الفنون التحليلية. استكشف الأنماط المختلفة واكتسب فهمًا عميقًا لتطبيقاتها في تداول الأسواق المالية.
باستخدام الشموع اليابانية بشكل صحيح ومتوازن مع تحليلات أخرى، يمكنك تحسين قدرتك على اتخاذ القرارات وتحقيق النجاح في مجال التداول.
