أخلاقيات الإدارة الناجحة ومصادرها
يتزايد يوماً بعد يوم الاهتمام بأخلاقيات الإدارة الناجحة بشكل واضح ولافتٍ للنظر، وكثيراً ما تتردد على مسامعنا مصطلحات عدة مثل آداب المهنة، أخلاقيات الأعمال، وأخلاقيات الإدارة. كما ويلاحظ أن الشركات أصبحت تهتم وتتسابق في إصدار المدونات الأخلاقية الإدارية.
من ناحية أخرى وبعد أن كان اهتمام الشركات يصب فقط في الربح وتعتبره هدفاً أساسياً، أصبحت الأخلاقيات تحظى باهتمام كبير. تقاس عليه أهداف وسياسات المنظمة بأسلوب تظهر من خلاله المسؤولية الأخلاقية للشركات.
وفي الواقع نجد أن الاهتمام في هذا المجال بدأ بالاتساع شيئاً فشيئاً ليشمل مجالات مختلفة، منها أخلاقيات الانترنت وأخلاقيات بناء الإنسان الآلي وغيرها الكثير. بالإضافة إلى ذلك، فإن مقررات أخلاقيات الإدارة والأعمال أصبحت تدرس في الجامعات ويقام لأجلها مراكز بحوث.
مفهوم أخلاقيات الإدارة
في الواقع ليس هناك تعريف واضح ومحدد لأخلاقيات الإدارة الناجحة، فإن الباحثين في هذا المجال حالوا تقديم بعض التعريفات التي تساهم في فهم هذا المصطلح.
الأخلاق عموماً: هي عبارة عن مجموعة من القواعد والمبادئ التي تحدد السلوك الصحيح وتميزه عن السلوك الخاطئ.
أما أخلاقيات الإدارة الناجحة فهي: مجموعة معايير ومبادئ تطغى على السلوك الإداري والمتعلقة بما هو صحيح أو خاطئ.
لماذا حصلت أخلاقيات الإدارة على هذا الاهتمام الكبير في الوقت الحاضر
كما قد ذكرنا إن الأخلاقيات أصبحت محور اهتمام الشركات، وقد حلت محل الربح الذي كان هو مركز الاهتمام الاساسي لأسباب عدة نذكر منها:
- الإحساس المتزايد الذي يشير إلى أن الشركات بنوعيها العام والخاص، أصبحت أقل أخلاقية فيما تعقده من صفقات. إضافة إلى التصرفات اللاأخلاقية.
- نلاحظ أن الشركات باتت تقدس الربح والربحية من أجل استمرار بقائها وتعظيم حجمها في سوق العمل. دون أن يكون ذلك مترافقاً بالاهتمام بالاعتبارات الأخلاقية والمعنوية.
- وجود العديد من المصالح الشخصية في الشركات الحديثة. جعل الإدارة أمام حالة صعبة بالحكم على الصواب والخطأ، من الناحية الأخلاقية.
- ازدياد عدد المؤسسات العامة وتنوعها، جعلها أكثر عرضة لانتهاكات وممارسات لا أخلاقية.
معضلات أخلاقية تواجه أخلاقيات الإدارة الناجحة
بالإضافة إلى ذلك فإن وجود وقوة الأسباب التي تؤدي إلى معضلات أخلاقية أدى إلى زيادة الاهتمام بأخلاقيات الإدراة، من هذه الأسباب:
أولاً: السعي للكسب الشخصي والأنانية. حيث يعتبر الكسب الشخصي المشروع الدافع الأول للإنجاز ولكن يكون غير مشروعاً إذا كان في مقدمة الاهتمامات بطريقة تطغى على الأخلاق وتؤذي الآخر
ثانياً: الضغوط التنافسية. الضغط التنافسي القاسي يؤدي إلى أمور لا أخلاقية.
ثالثاً: التعارض ما بين الثقافات. اختلاف المعايير الأخلاقية يختلف من ثقافة إلى أخرى مما يؤدي إلى حدوث معضلات أخلاقية.
أخيراً: أهداف الأعمال مقابل القيم الشخصية. على سبيل المثال السعي من أجل الربح فقط يجعل المعايير المادية في مواجهة مع قيم العاملين في المنشأة إلى حد قد يدفع بالعاملين إلى تغيير قيمهم الأخلاقية أو ترك عملهم.
ماهي المشكلات الأساسية في أخلاقيات الإدارة
هناك العديد من الصعوبات والمشاكل التي لا تزال تواجه أخلاقيات الإدارة على صعيد المفاهيم والممارسة العملية على سبيل المثال:
- اختلاط المفاهيم: حيث أن مفهوم أخلاقيات الإدارة الناجحة قد يختلط مع مفهوم آداب وقواعد المهنة، ولكن هناك اختلاف لأن قواعد المهنة تعتبر أحد مقومات المهنة التي يجب الالتزام بها. وعدم الالتزام ممكن أن يؤدي إلى الحرمان من مزاولة المهنة.
- الصعوبات التي ترتبط بالاختلاف بين أخلاقيات الإدارة والسلوك الإداري المتبع. لأن العبرة حقيقة هي بالسلوك الإداري القائم فعلاً.
- المشكلة المتعلقة بالصراع الأخلاقي. على سبيل المثال يقع الموظفون في صراع بين تطبيق ماهو أخلاقي وماهي توجيهات المديرين.
- الصعوبة المتعلقة بضعف الحس الأخلاقي للمديرين، وبالتالي يضعف ذلك من استجابتهم للقيم والمعايير الأخلاقية في القرارات التي يتخذونها.
- بعض المشكلات تظهر نتيجة اختلاف الأخلاقيات، بسبب اختلاف الثقافات والبيئات.
اقرأ أيضا: المشاريع المتوسطة والصغيرة | ما هي أهدافها وأهميتها للفرد والمجتمع
أخلاقيات الإدارة ومصادرها
قد تواجه المنظمات اختلافاً في المستوى وطبيعة التعامل ولكن الجوهر واحد في تحديد مصادر أخلاقيات الإدارة التي قام الباحثون بتحديدها وهي:
- الأخلاق التي تكون نابعة من ذات الشخص، موروثة من المجتمع وعاداته وتقاليده.
- الأسرة والدين، تمنح الأسرة منهجاً معيناً من الأخلاق يتربى عليه الفرد إضافة إلى أثر الدين على الأخلاق.
- هناك أخلاق تؤخذ من المؤسسات التعليمية، كالمدارس والجامعات التي تعتبر المعلم الأساسي في المجتمع.
- أخلاق مكتسبة من خبرة الفرد في الحياة عموماً، وما يمليه عليه ضميره الإنساني.
أخلاقيات الإدارة الناجحة وأثر الالتزام بها على الأداء الوظيفي للفرد
للأخلاقيات دور كبير في رفع مستوى أداء المنظمة والعاملين بها على سبيل المثال:
- يؤدي الالتزام بأخلاقيات الإدارة إلى كسب العديد من المزايا التنافسية مما يجعل المنظمة متفوقة على مثيلاتها. من خلال الاهتمام بالموارد البشرية التي تعمل بها والأخذ بآرائهم والعمل بها ومناقشتهم مما يرفع بسوية العمل والثقة بين الموظف والمكان الذي يعمل به.
- قيام المنظمات بالتركيز على المورد البشري، يدفع بالمتميزين إلى الانضمام للمنظمة بسبب البيئة المريحة. إضافة إلى أن استقطاب العناصر المميزة والفعالة سيرفع بسوية المنظمة نحو التطور وتحسين الأداء.
- يعد الالتزام بأخلاقيات الإدارة، من أهم الأسباب التي ترفع بسوية العجلة الإنتاجية، وكذلك الرفع من جودة الخدمات. مثال على ذلك استخدام التكنلوجيا بما يتناسب مع طبيعة العمل.
- تعتبر أخلاقيات الإدارة الناجحة، من أحد الآثار المهمة في زيادة الحصة السوقية وزيادة عدد الزبائن الذين يرغبون بالتعامل مع المنظمة.
في الختام، أصبح من الضروري في هذا الوقت أن تولي المنظمات اهتماماً بالجانب الأخلاقي لما في ذلك من آثار إيجابية كبير تنعكس على أرباحها و سمعتها.
إضافة إلى أن التزام المنظمات بأخلاقيات الإدارة، يساهم بشكل كبير في تطوير الفرد والمجتمع، حيث ينتج عن تبني فكرة أخلاقيات الإدارة رفع مستوى الأداء بشكل عام لتحقق نجاحاً متزايداً.